إيران والإرهاب .. لعبة ترامب الأولى التي سيشعل بها النيران حول المملكة ودول الخليج
يمنات
عبدالخالق النقيب
ترامب لا يحتاج إلى خبرة وتجربة سياسية لينجز ما وعد به في حديثه الانتخابي عن إجبار المملكة السعودية ودول الخليج على دفع المزيد لقاء الحماية الإمريكية لها ، ترامب سيحتاج فقط أن يعتمد على طريقته المثيرة للجدل في صنع سياسية أمريكية بديلة ، فلا وقت لديه ، الرجل انتقل إلى الخطوة الأخيرة وبنقلة واحدة ، لقد احتضن المملكة واستثنى جنسيتها التي يحملها ثلثي تنظيم القاعدة المنتشر في الجزيرة ، لقد قام بحذفها من قائمة الحضر الممنوعة من دخول أراضي الولايات الإمريكية ، وبعد أن يستفز إيران ويدفع جاهزيتها القتالية لتكون على أهبة الاستعداد سيكون من السهل على ترامب أن يتفرغ لحلب البقرة الحلوب إلى أن ينتهي من حلبها ثم يفكر بذبحها كما قال ، خطة ترامب سيدعمها هاجس الخوف الإيراني الذي يتربص بالمملكة السعودية ودول الخليج وأن هذا التأثير سيكون مفعوله سريعاً دون يكلفه ذلك الكثير من الوقت والإرهاصات المملة ليصل إليه في النهاية ، لقد قرر أن يبدأ بالنهاية فأطلق تصريحاته النارية ضد إيران وعزز ذلك بقوله “أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة” .
ترامب دشن حربه ضد تنظيم القاعدة من اليمن (الحديقة الخلفية للمملكة) وشن أول عملياته العسكرية على قيادة التنظيم في مدينة البيضاء اليمنية تحطمت فيها طائرة (أوسبري) قيمتها ما يزيد عن المائة مليون دولار امريكي ، كما قتل فيها أول جندي امريكي في حرب ترامب التي ستشعل بها النيران حول المملكة السعودية ودول الخليج وليس بمقدوره إطفاؤها لاحقاً ، أجج ترامب حدة انتقام التنظيم من المملكة وتواطؤها مع الإمريكان في أول عملية ضد التنظيم ، ثم اتجه لتهديد إيران وتصوير زعزعتها للأمن القومي وخطرها الذي لن يستمر حتى بعد أن بددت الولايات الأمريكية ثلاثة تريليونات دولار في العراق التي خسرت فيها خمسة آلاف جندي امريكي دون أن تكسب شيء، وتقوم بتجربة صواريخ بالستية متوسطة المدى وقادرة على حمل رؤوس نووية ..!
هذا التصوير المرعب يضاعف خوف المملكة السعودية ودول الخليج ويضخم الشبح الإيراني ومشروع الخلافة الفارسية الذي يطاردها منذ قيام الثورة الإيرانية ..!!
ليس مهماً أن تفكروا في الرد القاسي الذي أعلنته إيران لترامب وذكرته كيف تم تمريغ أنف الإمريكان في العراق ، إيران لا تفكر بخوض حرب من أي نوع ، وإمكانية استفزازها لحرب أو تفتيت نظامها الثوري لن يكون سهلاً ، فكروا في الإمارات والسعودية التي تدافع عن عنصرية ترامب ضد المسلمين ، وكيف يقدمها مثل هذا الدفاع الصادم كأنظمة لا تملك مشروعاً وأنها تقاتل وتحارب في اليمن تحت تأثير شبح الخلاف الفارسية ، فكروا أيضاً بتدخل البنتاغون العارض في تفجير الفرقاطة السعودية باعتبار أن أمريكا كانت هي المستهدف الحقيقي وأن الوصول للفرقاطة يعد تحول خطير استغلته قوات التحالف كذريعة لإغلاق ميناء الحديدة بوجه 23 مليون يمني ، بينما البنتاغون بدأ يدق طبول الحرب ويوقد لها النار في المنطقة متجاهلاً حالة الحرب التي تخوضها قوات التحالف العسكري السعودي منذ قرابة عامين .
تقرير معهد واشنطن للشرق الأدنى أكد الضعف المثير للقلق في بحرية المملكة وكيف أن الهجوم وقع في وضح النهار ما يجعل قواتها البحرية هدفاً سهل لنيران الحوثي وقوات صالح في فرضيات هجوم محتملة على السفن الحربية العاملة في باب المندب وبطول الساحل اليمني الذي يبلغ طوله 110 ميلاً ، وتبعاً لذلك بحسب معهد واشطن فقد طلب من إدارة ترامب التدخل وزيادة نقل التكتيكات والتقنيات والإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وتزويد المملكة السعودية ودولة الإمارات بها ، لكي تتمكنا من الدفاع عن نفسيهما بشكل أفضل ..!
ترامب يطلب من السعودية وحدها 120مليار دولار سنوياً بحسب ما سربته “واشنطن بوست” وسينجح في إضرام النيران حولها إلى أن يجعلها مستوية على صفيح ساخن يسهل التحكم بها وفق رؤيته الابتزازية التي ستعمد عليها في جني الكثير من الأرباح والمكاسب لأمريكا حسب اعتقاد ترامب ، فقد جاء إلى السلطة وهو جاهز لحلب البقرة الحلوب وسيدخلها الآن الحرب بكل نشاط كما لو أنها بدأت للتو ..!
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا